2011-11-20

دمىً تستلم للحريق




" كلُ العصافيرِ مَشروخة "
تتكسرُ الأقمارُ تلقائياًعلى خزفِ الغيابتهوي قلوبُ الكواكب على الأسِرّةوالهواءُ مَوجوع.

كانَ من الطبيعي جداًأن تشكو الأشجار للسماءِمن أصواتِ الحشائش وقتئذٍوهاهي أسراب الفراغِ فزعَة.
لا وَقتَ الآن لنحضر المياهالماءُ الذي بَاتَ ناقص الرغباتأو أقل.

أنتَ الآن جيتارٌ مِن الترنحأصَابعكَ زجاجاحتمالك قِماشٌ من حَجَرومن ثمّ يُخالجك صوفُ الفرحةوتفيضُ أنهارُ الفراشاتِ عَلى الحريرتفيضُ مِنكَ الأوتاركعُقدٍ منَ الرهبة، والجُنونوفجأة..!
يُسفرُ الصراخ عَن هويته.

الوحدة أصابعٌ مُتكسرَةاللهفة كائنٌ كئيبومُوحشة أشجارُ النحلِ.
كلُ الحدائقِ تحوم بجانبِ السرابولا مزاح على انعكاس الليلأما الأفعال فمشغولة،بطقوسِ الانتحار.

لم أكن لأحيك القصة حول خصرِ الصباحلكن،أحياناً يجبُ على الراوي أن يرسلَ الشظاياويرتب المواجع بجانبِ الزُهوروربما احتاجَ لرتلٍ مِن الرصاص الأبيضلرأب نزيفِ المعاصمولفعلِ ما هو أكثر بساطة،مِن الموتومَا هو أدنى مِن سَطحِ القهوة.

ليسَ كطلاء العطورهناكَ دائماً من يسكن عُنق الحقيقةوآخرٌ يعري الليل من سوادِ العشاقومن يكفنُ الثقوبومن يُضيء دقات الورد.
هناكَ كنزٌ تحتَ دفتر الحياةوعلى أقفالِ الخرس.

والآن لبحث عن اللهفة قليلاً (...)
ولنعثر على الضحكاتِ المُصَغرةنحبسهَا في أقفاصِ الدواءونضع بسماحة،أكفنا فوق شعر الدمُوعوننظرُ هطول النشيد.

الشوارع قبلئذٍ كانت شاغرة البالأنا كعادتي أطاردُ نجمةأحتسي آثارَ مَا بعدَ الشرابأطَببُ الفزاعاتوأذود عن الروح الرمادية في غرفتيمن أصوات الغربانأي قُل أنّي أفعلكلُ ما يجب على شهاب فعلهلكن مَن يرفع الموسيقى عنيويترك مجالاً، لعبورِ الأرانب الوردية؟

في اليوم التالي،كنتُ عائداً من جنازة الصيفأحملُ سبعة وعشرين منجلاُعلى كتفٍ واحدوسترة من العبقانتشلتها قبل أن يذيع التلوثوعلبة كبيرة مِن الخيباتوكان هذا يَطعنهبقبحٍ لا يُحتمل.

الغرباء أحياناً يتفهمونشريطة ألا يعودواويَعرفون كَيف يمكن للقطارات البخاريةأن تتأوه بصوتٍ خفيضعلى أَسودٍ ملتهبولِم لا تنخر النوافذ صَفارَ الشمسلتضيق حدود الخيانة،والخوف والخيال والخير والخضوعتحتَ مِظلةٍ من خشخاشِ الابتساماتوبجانب الصور التيتحفظ الصوتولا تشكو مِن صمم مؤقتأو ثعلبةٍ في فراء الغيم.

كلُ الحريات في البدايةكانَ مصدرها الشيكولا،وعلمانية الحُبالشيكولا غواية المحبينلذا كانت هي مَن يضع الصداعفي طعامِ العَصافيروتتركني للاتهامات،تركلني صباحَ مَساء.

يومها كانت بداية النهايةفي غفلةٍ مِن الجدرانولنفس السببأنكر أنني ضربت فراشات الماضيبأجنحتهاولنفس السببتحتضننا دمى الحُرقةوتضرب بالحواس رأسها.

الآن تتحول لحجرٍعلى عَقرب الساعَةضخمة أمامك أكف الحريقالحقيقة نفسها انصرفت دُونَ أن تنبسوالنفي تأهب على الأرائكالانتصاف هنا لا يعني شيئا"أحيانا يكون التطرف، قِمة الاعتدال."

الآن بتَ لا تثق في مخلوقاتِ الهَمهَمةتعبر الصحراء فوق دماغكتصفر الرمال في أذنك اليمنىالقاهرة لأول لمرةٍ تدخنوأنت ابن الحيرةمَن يطوي المنازلويسلم العصافيرَ للمشانق؟

لم / لن تستلم وسامَ الجشاعَةولم تفعل ما يكذب الورق في المحاضرلكن هذا لا معنى لهبعد استبدال الحروف فجأةوتدفئة الأسماكالتي تتنفس بسرعةمن فرطالموتواختفت في برهةٍ مِن الغرقكهذه القصيدة / الخديعةدونما صوت.




  محمد رضا
حائزة على المركز الأول بمسابقة رأي النقاد الشعرية والتي نظمتها كلية الأداب بجامعة القاهرة 
من ديوان: الألوان على طيورها تقع - تحت النشر